شهد التداول بالملكية (Prop Trading) نمواً كبيراً خلال العقد الماضي. في عام 2020، بلغت قيمة السوق 6.7 مليار دولار، ومن المتوقع أن تنمو بمعدل 4.2% سنوياً حتى عام 2028.
ورغم أن التداول بالملكية يسمح لشركات التداول الممولة من المتداولين (TFFs) بتحقيق أرباح باستخدام رأس مالها الخاص، إلا أنه يأتي مع العديد من التحديات، مثل إدارة تقلبات السوق، وتعقيدات التشغيل، ومتطلبات الامتثال التنظيمي. في هذا المقال، سنتناول أهم 5 تحديات وكيفية التغلب عليها.
1. التحديات المتعلقة بمخاطر السوق
الأسواق غير متوقعة. تتغير الأسعار بسرعة، وما يبدو كصفقة رابحة في لحظة يمكن أن يتحول إلى خسارة في اللحظة التالية. بالنسبة لشركات التداول بالملكية، تعد هذه الحالة من عدم اليقين تحدياً دائماً.
على سبيل المثال، قد يتوقع أحد المتداولين في شركة ملكية ارتفاع أسعار النفط بناءً على أخبار عن نقص الإمدادات. ولكن إذا حدث تغيير مفاجئ في السياسات وأدى ذلك إلى زيادة المعروض في السوق، فقد تتحول هذه الصفقة من ربح إلى خسارة.
لتقليل تأثير تقلبات السوق، يجب على شركات التداول الممولة وضع استراتيجيات فعالة وتطبيق بروتوكولات إدارة المخاطر، مثل إدارة حجم الصفقات، أوامر وقف الخسارة، ومراقبة المخاطر.
2. التحديات التقنية والبنية التحتية
تعتمد التداولات اليوم بشكل كبير على التكنولوجيا، ولا يُعد التداول بالملكية استثناءً. تحتاج الشركات إلى أنظمة لتقييم المتداولين، إنشاء حسابات تجريبية للتداول، وبرمجيات لتحليل اتجاهات السوق.
على سبيل المثال، يمكن إعداد عملية تقييم من ثلاث مراحل: المرحلة الأولى لاختبار المهارات الأساسية للتداول، المرحلة الثانية لتقييم إدارة المخاطر تحت ظروف السوق المضغوطة، والمرحلة الأخيرة لتقييم الاستمرارية على المدى الطويل. تتم جميع هذه المراحل باستخدام حسابات تجريبية متصلة ببيانات السوق الحية. إذا فشلت الأنظمة أثناء هذه الاختبارات، يتعين على الشركة إعادة العملية من جديد.
ولكن في التداول الحقيقي، تحمل أي عطل تقني تأثيرات مالية حقيقية. على سبيل المثال، تعطل النظام أثناء التداول النشط قد يؤدي إلى عدم تنفيذ الأوامر بشكل صحيح. قد تفشل أوامر وقف الخسارة، أو يتم تجاوز حدود المخاطر. حتى الانقطاع القصير قد يتسبب في خسائر كبيرة نتيجة تجاوز المراكز المخططة.
بالإضافة إلى ذلك، بناء هذه الأنظمة وصيانتها مكلف. تحتاج المنصات إلى أن تكون ذات استجابة منخفضة التأخير، مع خوارزميات متقدمة وبنية تحتية آمنة. كما أن هناك خطر الهجمات الإلكترونية، مما يتطلب استثمارات كبيرة في مجال الأمن السيبراني.
يمكن حل هذه التحديات باستخدام Prop Pulse من Brokeree Solutions. Prop Pulse يساعد شركات التداول بالملكية على معالجة التحديات التقنية وإدارة المتداولين من خلال:
- أدوات تقييم المتداولين: تقسيم التحديات الكبيرة إلى خطوات صغيرة لتقييم أداء المتداولين. يمكن الاختيار من بين 20 هدفاً لاختبار المهارات.
- تتبع الأداء الشامل: مراقبة أداء المتداولين في الوقت الفعلي باستخدام الرسوم البيانية والإحصاءات البسيطة.
- تكامل مع الخوادم: ربط عدة خوادم MetaTrader 4 و5 بمنصة Prop Pulse.
- تثبيت سريع: تقليل الجهد اللازم للإعداد والتركيز على التداول بدلاً من المشكلات التقنية.
- رؤى قابلة للتخصيص: توفير بيانات قابلة للتنفيذ حول أداء المتداولين لتحسين قرارات التوظيف والتدريب.
3. التحديات التنظيمية
التنظيمات في مجال التداول بالملكية معقدة ومتغيرة باستمرار. ما تعتبره دولة تداولاً بالملكية قد يختلف عن تعريف دولة أخرى. بعض الهيئات التنظيمية تصنف التداول عالي التردد كتداول ملكي، بينما لا تفعل ذلك هيئات أخرى.
إذا كانت شركتك تعمل على المستوى العالمي، ستواجه تحديات إضافية بسبب القواعد المختلفة في كل منطقة. قد تؤدي هذه التباينات إلى زيادة تكاليف الامتثال وتقييد استراتيجيات التداول.
للتغلب على هذه التحديات، يجب على الشركات:
- مشاركة البيانات المالية والتشغيلية.
- إجراء عمليات تدقيق منتظمة لممارسات التداول.
- البقاء على اطلاع بالتغييرات في اللوائح المحلية والدولية.
4. العائدات غير المتوقعة
تعتمد شركات التداول بالملكية على أداء المتداولين لتحقيق الأرباح. ولكن لا يوجد متداول يمكنه ضمان تحقيق أرباح دائماً.
على سبيل المثال، قد تستثمر الشركة بشكل كبير في الترويج لمنصتها وجذب المتداولين الجدد. قد يستغرق تحقيق أرباح من هذا الاستثمار شهوراً أو حتى سنوات.
- تنويع مصادر الدخل.
- إنشاء قاعدة قوية من المتداولين المهرة.
- التركيز على أرباح صغيرة ولكن مستدامة بدلاً من السعي وراء صفقات عالية المخاطر.
5. اكتساب المتداولين والاحتفاظ بهم
العثور على المتداولين المهرة والاحتفاظ بهم يمثل تحدياً آخر لشركات التداول بالملكية. نادراً ما تجتمع المهارات اللازمة للتداول الناجح في شخص واحد.
على سبيل المثال، قد تنفق الشركة ثلاثة أشهر لتقييم 100 متداول محتمل، ولكن فقط خمسة منهم يجتازون الاختبارات ويبدأون في التداول الفعلي. بعد ستة أشهر، يظل اثنان فقط من هؤلاء المتداولين يحققون أرباحاً باستمرار. وإذا غادر أحدهم إلى شركة أخرى، تأخذ الشركة خسارة في الإيرادات وتبدأ عملية البحث من جديد.
يمكن للشركات التغلب على هذا التحدي من خلال:
- استخدام المجتمعات الإلكترونية وبرامج الإحالة لاكتشاف المواهب.
- تقديم حوافز مثل العمولات للوسطاء التعريفيين والشركاء.
- إنشاء بيئة داعمة تشجع الابتكار.
أفكار ختامية
يوفر التداول بالملكية إمكانات كبيرة للشركات التي ترغب في مواجهة التحديات. ولكن النجاح يتطلب استعداداً كاملاً. من خلال فهم المخاطر والتركيز على الحلول العملية، يمكن لشركتك تحقيق نمو مستدام على المدى الطويل.
